أن تكون كامل و مثالي : 6 أعراض تحذيرية

By Freepic

تستيقظُ صباحاً على وقع اتصال من زميلك في العمل، و الذي لا تربطك به أية علاقة حميمة بإستثناء تحية الصباح التي تتبادلانها على مضض عند كل لقاء. زميلك يطلب منك على استحياء أن تصمم له اعلاناً لمشروعٍ ما. لقد سمع أنك تملك قليلاً من المعرفه بالفوتوشوب والتي تدرك أنت أنها مجرد مهارات متواضعه لم يسَعك الوقت ولا أسلوب حياتك على تطويرها أو حتى اتقان اساسياتها. لكنك توافق بالطبع على أن تقوم بالمهمه. فكل ماعليك هو أن تفتح برنامج الفوتوشوب و تحاول. لكن مايحدث تالياً هو أنك لا تتجرأ على الجلوس للقيام بالتصميم و تواصل تأجيل العمل . يقترب موعد التسليم و يزداد الضغط في نفسك أكثر فأكثر،! حتى تنفجر في نفسك مؤنباً : لماذا وافقت على هذا؟!

نعم، لقد نبع كل هذا من سلوكك نحو الكمال و أنك قادراً _بغض النظر عما يجري_ على فعل ما يُطلب منك
فما هي نزعة الكمال هذه؟ و كيف تعرف أنك تحت تأثيرها؟

إن الكمال أو المثالية هي سمة شخصية تجعل الفرد مكافحاً لبلوغ الأقصى فيما يفعل، وذلك ضمن معايير عاليةو نقد ذاتي مبالغ فيه.

إن المشكلة الأساسية للكمال هي أنها لا تجعل أي شيءٍ كامل !، ففي الواقع لا شيء أو أحد كامل على الاطلاق. كما أن ذوي الميول الكماليه لا يستطيعون تحديد أنفسهم كمثاليين، فهم لا يرون أن مايفعلونه كاملاً اصلاً. بل و يصنفون أنفسهم ب:ناقصي الكمال

و من يعلم، قد تكون انت من هؤلاء : ناقصي الكمال !

vectorpocket / Freepik

ولكي تدرك ذلك ، هناك بعض العلامات التحذيريه عن كونك مفرط نحو الكمال، يمكنك بحث عنها في نفسك وفي الاخرين :
أولها : التفكير و التصرف ضمن أقصى الحدود :

لا انصاف حلول بالنسبه لك، فمثلاً عندما تمارس حمية غذائية فأنت صارم في اتباع تعاليمها؛ كأن لا تتناول سوى الماء و الخضار لأيام، حتى تشعر في وقت ما بالإنهاك الجسدي فتقضم قطعة كوكيز صغيره مخالفه للتعليمات. لكن عند هذه النقطة ستبدأ حميتك بالإنهيار و لا شيء سيوقف الوحش بداخلك من التهام كل ما تقع عليه يداه. و القضية هنا لا تتعلق بالحميات فحسب بل بكل عمل تبدأه بصرامه ثم بسبب خطأ وحيد تنزَع لتدميره
2. المماطله:

ربما تكون المماطلة سلوكاً غير متوقعاً من الكماليين، لكنها تأتي من دافع الخوف من الفشل. فالكثير من ممارسي الكمال يميلون ل (إخماد المهام) اللاتي لا يكونون على ثقة تامه و (تامة جداً) من انجازِها. وليست المسألة مجرد تباطوء و مماطلة بل آحيانا تجنب تام وهذا بسبب ان الإنسان الكمالي يتبنى فكرة : ( اداء الأعمال ضمن مستوى متوسط يجعلني غير مرتاح مقارنة بعدم أداءها على الإطلاق.)
3.صعوبة انهاء المهام:

كزينة النشاط المدرسي أو تعديل ديكور الغرفه . تشعر لو كنتَ من الكماليين أنك غير قادر على الإنتهاء من هدفك هذا . فأنت تعتقد في كل مره تقترب من النهايه أن بإمكانك اضافة شيء يجعل النتيجة النهائيه أفضل .و كأنك تبحث عن الرضا عن نفسك من خلال عملك . اذ تعتبر محبة النفس من خلال نتائج الأعمال هي من سلوك الكمال . لكن تذكر أنك كإنسان تحمل قيمه عظيمه حتى لو كانت أعمالك ليست كاملة بنسبة 100%
4.مشاكل في التفويض :

ليس بسبب أنك لا تثق بأصدقائك أو عائلتك في انهاء بعض الأعمال لكنه ينبع من الفكرة التالية : ( أفضل طريقه لأكون متأكداً هي أن افعلها بنفسي) لكن كل هذه المسؤوليات ستتراكم يوما ً وتزداد بسرعه و بالتالي ستزداد ضغوطاتك النفسية و المهنية .
5.وضع الجدران/ الحواجز :

إن الكثير من ذوي النزعة إلى الكمال يجدون صعوبة في إقامة الصداقات ،حيث أن التقرب من الأصدقاء يجعلهم تقريبا غير محصنين ضد النقد و الرفض و بالتالي ضعيفين و مشاعرهم سريعة العطب . ولو كان هناك شيء واحد يكرهه الإنسان الكمالي فهو حتماً التعرض للنقد و الإصلاح .لكن ما يجب أن يدركه صاحب النزعة الكماليه أن الأصدقاء جانب ايجابي و أداء عظيمة لتعلم مواجهة الرفض وبالتالي التخلص من الآلام المرافقه له .
6. اصلاح اخطاء الماضي:

هل سمعت َ يوماً مقولة : لاتبكي على اللبن المسكوب ، حسناً ، ليس الجميع يفعل ذلك وخصوصا الكماليين . فهم مستعدين للبكاء على اللبن لأيام و أسابيع بل و تمتد لسنوات .إن المشكلة الأساسية لمحبي الكمال أنهم لا يمتنون لمئات الأحداث و الأوقات التي مضت بشكل جيد ، بل يضيق أفقهم في الشيء الوحيد الذي لم يكن كذلك.

إن النزعة إلى الكمال ليست مرضاً عقلياً، و كونك تحمل واحده أو أكثر من الأعراض أعلاه لا يعني بالضروره أنه تم تشخيصك رسمياً بـ (مريض بالكمال). لكن قد تم ربط الكثير من الأمراض النفسيه/العقليه بسلوكيات الحاجة للكمال وهي متمثله بـ : الإكتئاب، القلق، الشعور بالذنب و آخيرا.ً الشعور بالعار و الخجل.

هناك نصيحة صغيره يمكن تقديمها في هذا الشأن وهذه النصيحة بقدر ما ستساعدك بقدر ما ستشعرك قليلاً بالإضطراب وهي بإختصار : تخلى عن السيطرة و دع الأمور تمضي أو كما تقال بالإنجليزية :

just let go

إن الدوافع الجذرية للسعي للكمال هي _كما قلنا سابقا_ الخوف من الفشل. إنها ليست متعلقة بالسعي للتميز أو جودة العمل بل هي طريقة تفكير خفيه تعبر كالتالي : لو كان شكلي مثالي و عملي مثالي و حياتي مثاليه فإني أستطيع تجنب أو تقليل من لوم الآخرين و حكمهم علي و شعوري بالخجل حيال نفسي.
خذ الإقتراح التالي موضع التنفيذ : اغمس قدميك في النقص و الضعف الإنساني الطبيعي، اسمح له بالظهور للآخرين، لا حاجة للإختباء بعد اليوم، اسمح لنفسك أن تشعر بالخوف و افعل الأشياء التي تُرهبك و لا تبالي . لكن توقع أن تتعثر في طريق تحررك من هذه النزعه . لكن أن تتعثر خير ٌٌ من أن لا تخطو على الإطلاق.

.
المقال مقتبس و مترجم بتصرف

رد واحد على “ أن تكون كامل و مثالي : 6 أعراض تحذيرية”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: