مساء الخير

في فترة قريبة و ضيقة من حياتي ، رأيت في منامي و كأني طفلتي الصغيرة تقرأ سورة ( القلم ) ، استيقظت من النوم و قد التقطت بجدية هذه الرسالة و فسرت أن طريق الخلاص من هذا الضيق هو بقراءة ( سورة القلم ) كورد يومي . و برغم من كل الطمأنينة التي تحف النفس عند قراءة القرآن ، إلا أن الرسالة كانت غامضة و لم تحمل السورة أي انعكاس واضح أستطيع تطبيقه على حياتي🙄 .

وفي لحظة تجلي مفاجئة ، اكتشفت أن السر في ( سورة القلم ) ليس القراءة نفسها ، بل الكتابة ، استخدام الأداة ( القلم ) كوسيلة للتعافي . ومنها بدأت ( تحدي الكتابة أو Journal Challenge ) ، و تفاجأت من كم الراحة و الصفاء الذهني و الفهم الذي هبط عليّ كلما فرّغت نفسي على الورق .

أنا أعرف أن العملية لغير المجرب تبدو و كأنها ( شدعوة !😂 ) ، كيف يعقل أن أشعر بالراحة من مجرد الكتابة . و أعرف أيضاّ أنها ليست الأداء التي تناسب الجميع . لكن وصولك لهذه التدوينة قد يكون تلميح لك لأن تجرب ، أو ربما ذخيرة نفسية تخبأها لتشهرها في وجه الأيام الصعبة .

فإذا كنت تعتقد أن الأمر مثير للإهتمام ، اكمل القراءة :

ماهو تحدي الكتابة ؟

أن تلتزم بعادة الكتابة يومياً لمدة محدده ( جرّبها لأسبوعين ) في دفترك الخاص ( ورقي أو الكتروني ) _ الورقي يحقق نتائج أفضل _ بهدف :

• العثور على الفخ😥 : سبر أغوار المشاعر المتفجرة ، و أسباب الغضب ، و ما وراء الخوف ، و الغيرة و الغرور . وهو ما يحفز ظهور الحلول و اتخاذ الفعل اللازم حيال المشكلة .
• اكتشاف النمط : مع الكتابة تكتشفين أن في كل زيارة عائلية ينفجر شعور بالغضب مثلا ، أو كلما واجهتي فلانة تشعرين بإنسحاب في الطاقة ، أو يحدث هناك نوع من التحرر . و هكذا . وهو ما يعزز فهم النفس و يساهم في حياة أسهل.
• تحسن المزاج بعد التفريغ وهي أسرع نتيجة ستحققها عندما تكتب

كيف تبدأ ؟

لا تحتاج للكثير ، فقط قلم و دفتر يٌشعرك غلافه بالحميمية كصديق ، أو بالطمأنينة كغرفة سرية ، للتعبير عن نفسك بلا فلاتر ولا منطق . حدد الوقت الذي ستلتزم فيه بالكتابة يوميا ، إن كانت نواياك الفضفضة و التفريغ اجعلها في المساء ، و إن كانت نواياك الصفاء الذهني و الوضوح اجعلها في الصباح ، و بإمكانك الإلتزام بالوقتين أو حمل مفكرتك معك للكتابة متى تشاء . حدد مدة للكتابة 10 دقائق إلى 20 دقيقة و اترك نفسك تتدفق حينها بلا حدود .

بماذا أملأ هذه الصفحات الفارغة ؟

نعم ، قد يبدو الأمر مثيراً للإرتباك حينما تمسك القلم لأول مره ، لكن خذ هذه النصائح في الإعتبار لو كنت مبتدئ :

• اكتب اليوم و التاريخ و ربما الوقت في أعلى الصفحة
• قد تبدأ بكتابة حدث وقع لك بالتفصيل : أين ؟ و ماذا كنت تفعل ؟ و مع من ؟ و كيف كانت مشاعرك وقتها ؟ و ماهي قوتها من 1 إلى 10 ؟ ماهي أفكارك عن هذا الحدث ؟ . تعمق إلى الداخل و اكتب كل شيء يظهر على السطح
• قد تقرر التركيز في الكتابة على المشاعر : أنا حزين لأن .. أو أنا غاضب لأن
• إن لم يكن هناك حدث أو شعور ، اكتب أحلامك ، و رغباتك ، و سبل تحقيقها المتاحة و الغير متاحة
• اكتب عن الإخفاقات و الأسرار الصغيرة التي تخجل منها ، سلّط عليها الضوء لتتحرر منها
• بإمكانك أن توصف اليوم عموما لو كنت تكتب في المساء أو تكتب ما ترجوه من هذا اليوم لو كنت في الصباح
• اكتب عن شخص ، وجه له رسالة
• اكتب قائمة امتنان
• لو كنت لا تزال خجول مما ستعرضه على الورق ، ما رأيك أن تحول ما تكتبته إلى شعر أو نثر أو ربما قصة تكون أنت بطلها الرئيسي
• آخيرا : اكتب أي شيء ، لا توجد طريقة صحيحة

أعد القراءة في وقت لاحق :

و ستنبهر من مشاعرك و أفكارك التي كتبتها سابقاً ، لدرجة تتسائل : لماذا بالغت إلى هذا الحد ؟ 😁أو ربما تشكر الله على انتهاء تلك المحنة ؟ . و تذكر أن كونك قادر على تقييم أفكارك و مشاعرك الماضية بموضوعية في ظل وجود فاصل زمني يعطيك نظرة عن كيف تتعامل مع حياتك في المستقبل . دروس مجانية لك . أنا دائماً أعرف أني تطورت من خلال ما كنت أكتبه في الماضي .

لازلت لا تعرف ما تكتب ؟

اكتب في بحث صور قوقل Journal Writing prompts ، لتجد نماذج كثيرة لكتابة اليوميات مثل الأسئلة أو المواضيع أو الكلمات المٌساعدة . اختر ما يناسبك

نموذج لكتابات خاصتي :

و بالمناسبة أنا أكتب بالفصحى عندما أغضب كشاعرة😎😂 ،

لكن بالنسبة لك ، اكتب ولو بلهجتك العامية ، النتيجة هي المهمة لا طريقة الصياغة أو الأسلوب :

يناير 2020 :
أن أكون لطيفة لا يعني أن أبرر نفسي دائماً .. و لا أن أشرح تفاصيل معتقداتي و أسباب أفكاري و المعنى من مزاحي و لماذا قلت ما قلته   
أن أكون لطيفة لا يعني أني سأكسب ودك معظم الوقت ، و أن أتمدد كنابض حسب مزاجك الهائج و الرائق .
  أنا لطيفة فحسب ، لطيفة مع الكل . 
 أصول في نفسي بإفراط  لدرجة لا أجد وقتاً للتفكير فيك ، لمعالجة أزماتك الطفولية . لقد نضجت لحتى شارفت على الإحتراق . لا وقت أهدره على فوضى الناس و اختلاف معتقداتهم و نمط حياتهم . الحياة تتسع للجميع حرفياً .
-------------
6 يونيو :
ياللخوف القديم
أهلا بك ، من أشعل شرارتك؟
أهو الموقف الذي سمعت أو الرواية التي قرأت 
اياً كان ..
فقد أثبت أنك لازلت هنا 
قادر على التأثير بسرعة في سلامي الداخلي
أعرف أن معظم المواقف المتعلقة بك في الماضي ، كانت بطريقة ما تجلب العار .
و قد احترقت في العار في 2013 لحتى بُعثت من جديد
لكنك هنا .. ماذا تريد ؟ وماهي رسالتك ؟
ربما المزيد من التخلي عن السيطرة و التفكير المفرط 
ربما أن أقبل و أحب و أمتن و أشعر بجسدي أكثر
على كلٍ ، لا أملك في مواجهة هذا إلا الصمت والمراقبة
لقد توقفت عن حروب العقل ، فهو يُنشأ المشكلة ، ثم يفرط في محاولة حلها .
لا جدوى ..
العقل إن لم يكن خادم أمين فهو حتماً سيكون ولد عاق .
تجاهل الولد العاق
و اشكر الخادم الأمين 

هذا كل شيء فيما يخص الكتابة ، آمل أن ألهمتك بعمل مفيد هذا الشهر💌

أسعد برأيك في التعليقات

مواضيع ذات صلة :

مفكرة العناية بالذات / الشفاء بالكتابة في زمن الكورونا