إن كتابة مقالة عن المذاكرة هي آخر موضوع أفكر بالتدوين عنه . كوني خريجة قديمة جداً ، من سنة ( 2011 ) . و لأن المذاكرة _ بدون مجاملات😏 _ تعتبر تجربة ثقيلة في العادة ، وفي اللحظة التي تنتهي منها بعد التخرج ، لا تود أن تعود اليها الا لطموح كبير آخر يتجاوز ثقل تلك التجربة .
ملاحظة : اقفز لصلب الموضوع بالضغط على الرابط اذا كنت مستعجلاً ولا تجد وقت لقراءة المقدمة :
على كلٍ ، ما جعلني أقرر الكتابة عن المذاكرة ، هو أن معظم قرائي تقريبا هم من طلبة المدارس و الجامعات . وعندما تُطرَح أسئلة تخص التنظيم و ترتيب الوقت ، كثيرا ما تبرز ( معضلة المذاكرة ) كشيء يصعب تنظيمه خلال اليوم أو الإلتزام به .
لذلك كان هذا موضوعي لليوم : المذاكرة ضمن خطة واسعة لكل السنة
لكن ، من باب خفض التوقعات ، لا أتوقع أن تكون مخرجاتك بعد قراءة التدوينة هي حب المذاكرة أو التحمس لها . لأن هذا ضرب من الخيال 😏✋. الهدف هو أن نجعل العملية الدراسية روتين أكثر يسر وسهولةمن المعتاد
ثانيا : كثير من المعلومات المطروحة هنا مألوفة . أنا لم أخترع شيئاً . و ظيفتي هنا هي تلخيص الأفكار و ترتيبها مع اضفاء القليل من السحر لأبث فيك دفقة حماس لإنجاز مهمة المذاكرة

سأقسم التدوينة الى أربع أجزاء ، كل جزء هو عمود أساسي لنجاح عملية المذاكرة :
القسم الأول عن الحياة اليومية المدرسية ، و الثاني خاص بما قبل المذاكرة ، والثالث أثناء المذاكرة ، و الرابع بما بعد المذاكرة .
دعونا نبدأ :
القسم الأول : الحياة اليومية المدرسية :
1. ضعي جهدك للفهم أثناء المحاضرة / الحصة و ليس في وقت لاحق :
و كأنك تبنين أرضية صلبة للمادة المطلوب استيعابها ، لكن أنا أعرف أن الكثير من المحاضرات لا تشجّع على الاستيعاب بسبب الملل ، فيفضّل الطالب أن يغرق في أحلام اليقظة عوضاً عن التركيز بالدرس 😴. لكن من خلال تجربتي الدراسية وجدت أن التفاعل و ابراز نفسك كطالب مميز يغيّر الكثير من جو الدرس بالنسبة لك . المقصد اعطي أهمية للموضوع المطروح أمامك ، سجلي ملاحظاتك ، تفاعلي مع الدكتوره ( تميزي 😎) ، دعيها تعرفك .
شخصياً وبرغم أن شهادتي الجامعية لم تفيدني بأي شكل في حياتي العملية😏 ، إلا أن كوني طالبة مميزة و مجتهدة ترك بصمته في شخصيتي الى اليوم . لذلك بما أنك وصلتي لهذه التدوينة كمهتمة بالمذاكرة ، أحب أحثّك على التميّز و الاجتهاد في وقت الدرس . لا تكوني نسخة مكررة من المئة طالبة أخرى ، اذا كنتي تستطعين تكونين أفضل .
2. ذاكري في نفس اليوم ، أول بأول ، بدون تأجيل :
لا تجعلين الدروس تتراكم ، ذاكريها أول بأول ، و في نفس اليوم الدرس ، هذا يؤسس ذاكرة أقوى للمعلومات . أما لو كانت المادة اسبوعية ، و تجدين نفسك تتكاسلين عن مذاكرتها بعد الدرس مباشرة ، اقرأي محتواها على الأقل .
و تذكري : أن الإجتهاد القليل الذي تقضينه في المذاكرة اليومية ، يوفّر الكثير من الوقت و الجهد في موسم الاختبارات . و ستشكرين نفسك عليه .
3. استخدمي فن تلخيص الدروس أثناء المذاكرة :
التلخيص يعني اعادة كتابة الدرس بطريقة مختصرة تركّز على المهم فقط .
و هناك أكثر من طريقة لكتابة الملخصات مثل :
كتابة الدرس على شكل سؤال و جواب : قد تكتفين بكتابة الأسئلة فقط على جانب الدرس . أو تقومين بتحرير ورقة خارجية كاملة عبارة عن سؤال و جواب لكل الدرس .
التلخيص بإستخدام خريطة المفاهيم : تضعين الفكرة الأساسية في المنتصف ، ثم تتشعب منها بقية الافكار و تتفرع التصنيفات . وهذا يناسب أكثر أصحاب النمط البصري
التلخيص بإستخدام الجداول والبطاقات ، وهذه تفيدك في المراجعة ، عندما تكتبين المعلومات المهمة في بطاقات أو ترتبينها في جدول .
لاحظي أن مهمة التلخيص لا تتم يوم الأختبار ، لأنها تأخذ وقت و جهد أثناء الفرز و الكتابة ، افعليها مباشرة أثناء المذاكرة اليومية أو قبل موسم الأختبارات بأسبوعين أو أكثر .

القسم الثاني : قبل المذاكرة :
سواء في زمن الاختبارات النهائية أو الامتحانات القصيرة وحتى المذاكرة اليومية ، طبّقي هذه الأفكار قبل الشروع في المذاكرة :
- اختاري المكان الصحيح للمذاكرة :
ليس على السرير ولا على منضدة المطبخ ولا غرفة المعيشة و لا حتى المقهى . تحتاجين إلى مكان خالي من المشتات بقدر المستطاع مثل المكتبات في الجامعة أو غرفة معزولة في المنزل ( كالمجلس و غرفة استقبال الضيوف ) ، كذلك غرفة النوم تعتبر مكان مناسب للمذاكرة لو صممتي ركن خاص لهذا الغرض ، مثل على المكتب أو طاولة أرضية مناسبة .
شاهدي طاولات مناسبة بسعر رخيص في أمازون :
2. رتبي المكتب و ضعي عليه احتياجات المذاكرة فقط :
ليس اختيار المكان فحسب ، بل ترتيب المكان و إضاءته و رائحته كذلك وجود كل احتياجات المادة المطلوب مذاكرتها قريبة منك . لا تدعي كل كتبك و أوراقك للمواد الأخرى منتشرة حولك فتُعطي ايحاء بضغط المهام ، اكتفي فقط بالمطلوب منك لهذا اليوم .
بالمناسبة ، لفتني في موقع آيهرب زيت عطري خاص بالتركيز أثناء الدراسة ، لم أجربه بصراحة ، لكنها أظنها فكرة ذكية لضبط مزاجك وقت المذاكرة .
استخدمي الكود للحصول على خصم : AHT5847

3. ابعدي الهاتف ، ضعي مؤقت اغلاق للبرامج ، أو احذفي التطبيقات :
وهذه غالبا أصعب مهمة 🙊 ، شخصيا ممتنة أني تخرجت من عالم المذاكرة قبل سيطرة السوشال ميديا . حرفيا ( الله يعين هذا الجيل 😪 ) ، لذلك أنتي كطالبة تحتاجين الكثير من الحزم و العزم لإبعاد مشتتات هاتفك بقدر المستطاع . اتركي الهاتف عند والدتك لحين انجاز مهمة المذاكرة و ستكون فخوره فيك😎 . ضعي مؤقت لإغلاق الهاتف بإستخدام (تطبيقات السيطرة على ادمان الهاتف) . و المرحلة الشجاعة الأخيرة ، هي حذف التطبيفات تماما ، لحين انتهاء موسم الاختبارات .
4. قسمي الفصول حسب الأيام ، أو ساعات اليوم :
لا تبدأي المذاكرة عشوائيا ، ضعي خطة مسبقة . تكون واقعية و قابلة للإنجاز .
و هناك أكثر من طريقة لوضع خطة منها :
- لو كان الإختبار بعد أيام : قسمي الفصول أو عدد الدروس على عدد الأيام
- لو كان الإختبار غدا ً : قسمي الفصول أو عدد الدروس على ساعات اليوم
- قسمي الدروس ما بين سهلة وصعبة و ابدأي بالجزء الأصعب
- ابدأي بالجزء الذي لم تذاكرينه من قبل : آخر الكتاب مثلا
- قسمي الدروس ما بين طويلة و قصيرة ، و ابدأي بالأطول
- ابدأي بالدروس الغير ملخصة آولا
و هكذا .
5. حفزي نفسك ، تذكري هدفك النهائي :
لماذا كل هذا الجهد ؟ . لا بد أن يكون هناك سبب . تذكري هذا الهدف و عيشيه ذهنياً و شجعي نفسك للوصول اليه . حتى لو كان هدفك لا يتعلق بنجاحك الدراسي مثل أن يكون تفكيرك فقط هو الاستمتاع بالإجازة . ما دامت الفكرة تحفزك للمذاكرة ، استخدميها .
القسم الثالث : أثناء المذاكرة :
1.اغلقي الباب ، اظهري شيئاً من الجدية :
يقول ستيفن كينغ : ❞ الباب المغلق هو طريقتك لإخبار العالم ونفسك بأنك جاد بشأن ما تفعله. ❝ ،
بعد الاستعانة بالله و التوكل عليه ، ابدأي بضبط الجو العام حولك أثناء الشروع بالمذاكرة مثل : اخبار أفراد أسرتك أنك تحتاجين لأقل قدر من المقاطعات في هذا اليوم، بلغي صديقاتك بالتوقف عن الاتصالات أو الرسائل الغير مهمة . لو كنتِ نشطة في السوشال ميديا ، اعلني أنكِ في اجازة مؤقتا عن التواصل الإجتماعي . احمي حدودك من من المشتتات بقدر المستطاع
2. اجعلي أدواتك في متناول يدك :
لا يوجد أسوأ من مقاطعة المذاكرة لأجل البحث عن مسطرة أو مبراة . احرصي أثناء المذاكرة على وجود الأدوات في متناول يدك مثل أقلام الفلوماستر ( الهايلايتر ) ، أوراق الملاحظات اللاصقة ، الأقلام و أدوات هندسة و آلة الحاسبة وغيرها .
3. ذاكري بالأسلوب المناسب لنمطك الشخصي :
هل أنتِ بصرية ؟ أم سمعية ؟ أم حسية ؟
لكل منا طريقته المفضلة في التعلم و تثبيت المعلومات . فالبعض يفضّل التعلم المرئي / البصري مثل مشاهدة الصور و مقاطع الفيديو ،و أن تكون المعلومات مكتوبة بخط جميل واضح أو مرتبة في جداول أو على شكل خريطة مفاهيم .
بينما النمط السمعي يفضل أن يسمع المعلومة ، يتحدث عنها ، يناقشها ، يشرحها لأحد ، و قد يلحن المعلومات و يغنيها😂
و آخيرا النمط الحسي يختار أن يطبق المعلومة عمليا ، يشعر بها ، يربطها بمواقف أو نكت ، يمثلها ، يختار أن يمشي أو يتحرك في الغرفة أثناء المذاكرة
كيف تعرفين نمطك ؟ شاهدي الإختبار التالي
ومع ذلك ، أوصيك بالدمج بين كل الأنماط حتى تخلقين لك توليفة مناسبة خاصة فيك للمذاكرة .
4. ارتاحي ، دعي المعلومات تستقر :
يقال أن أفضل مدة للمذاكرة تتراوح ما بين 30 الى 45 دقيقة ، و بعدها قد يحدث شيء من التدهور في القدرة على الحفظ .
كما هو معروف آيضا أن أكثر المعلومات ترسخا في الذهن ، هي تلك التي في البدايات و النهايات . لذلك تحتاجين تخلقين الكثير من البدايات و النهايات أثناء المذاكرة . و هذا يحصل بالتقسيم الجيد للوقت .
عموما ضعي مؤقت للمذاكرة ، وبعد انتهاء الوقت اسمحي لنفسك بالراحة ، لكن لا تنغمسين كثيرا في الراحة لدرجة لا تستطعين العودة لمزاج المذاكرة .
اقترح أن تستغلين فترات الراحة في النوم ( قيلولة قصيرة ) ، أو تشربين قهوتك ، و يفضل القهوة السوداء لتمدك بالطاقة الكافية دون أن ترهق معدتك مقارنة بقهوة الحليب و السكر ، مارسي الرياضة ، شاهدي فيديو قصير على اليوتيوب ( وليس فيلم طبعا 😏) ، دردشي مع صديقتك ، و تناولي وجبة مغذية .
ومدة الراحة تعتمد على تقسيمك للمادة الدراسية و على قدر حاجتك لهذه الراحة ، شخصيا أظن 30 الى 40 دقيقة كافية جداً للشعور بالتجدد و العودة بنشاط للمذاكرة .

5. بسطّي المذاكرة ، هونيها :
على الرغم من أن نصائح المذاكرة عديدة و يسهل استعابها عقليا ، لكن يظل في النفس آحيانا شعور بالتثاقل و الملل و حتى الاستياء حيال فكرة الدراسة .فتجدين نفسك تجرين عقلك جرّ ليتقبل فكرة فتح الكتاب أو الجلوس على المكتب . لذلك مهم استخدام حيل عقلية تبسّط عليك المهمة .
فبدلا من القول أحتاج أذاكر هذا الكتاب أو هذا الفصل الأن . قولي :
- ( خليني أخلص الدرس الأول على الأقل ) 😊
- ( سأذاكر صفحة واحدة اضافية ) ✋
- ( هذا الدرس سهل ، سأحاول أنتهي منه ) 😎
- ( أنا غير فاهمة لهذه الفقرة ، سأتركها الأن لا داعي للخوف ) 💕
وهكذا . بسطيها على نفسك .
القسم الرابع : ما بعد المذاكرة :
مبروك ، انتهيتي من الكتاب ، الأن يأتي وقت اللمسات الأخيرة . و أول إجراء هو :
1.المراجعة :
في هذا الوقت بالذات ، ستكونين شاكرة للملخصات و الخرائط الذهنية و البطاقات و الاشارات المكتوبة بأقلام الهايلايت . حيث يمكنك العودة لها بشكل سريع لقراءة أهم موضوعات الدرس و استعادة الفكرة الأساسية منه .
ولكن ، بما أن اعادة القراءة صباح الامتحان قد تأخذ وقتاً أطول من اللازم . أقترح عليك اختبار نفسك بالأسئلة العشوائية . سواء تلك الموجودة في الكتاب نفسه ( صفحات المراجعة ) ، أو من أوراق العمل أو من تلك المنتشرة على الانترنت لنفس المادة . حاولي استرجاع ملاحظات و أسلوب المعلمة طوال العام ( هذا لو كنتي مركزة😏 ) ، حتما ً ستكتشفين نوع الأسئلة التي تميل لها و المعلومات التي تشدد عليها . بالتالي سيكون عندك توقع مسبق لنوعية أسئلة الاختبار .
2.سيطري على القلق ، تحلي بالثقة ، توكلي على الله :
إن كنتِ ممن يصابون بنوبة قلق قبل الاختبار ، أرجوك لا تستلمين لهذا النمط وكأنه شيء طبيعي معتاد. قد يكون الأمر متعلق بنوعية أكلك طوال فترة الامتحانات : كالإفراط في القهوة مثلا قد يسبب اضطرابات جسدية و هضمية تشبه تلك الخاصة بنوبات الفزع . القولون المُتعَب يعمل نفس التأثير آيضا . و لا بأس من استخدام الأدوية لو اضطريتي لذلك .
مارسي تمارين التنفس و التأمل للسيطرة على التوتر ، نامي جيدا ً .
أرشح لك تطبيق ( تهوّن ) ، يساعدك في بناء نفسية هادئة و متزنة ، بالإضافة لتحسين جودة النوم . يزودك بالصوتيات و التمارين لدعم صحتك النفسية :
استخدمي الكود Joharh50 ، للحصول على خصم 50% لكامل السنة :
شاهدي التطبيق من هنا :
و الأهم من كل ذلك صدّقي أنك بذلتي جهدك الكافي . و مهما كانت النتيجة ( فاللي صار صار ) و الحمدلله 💕
3. التعلم من الأخطاء :
اذا كانت احدى سنواتك الدراسية كارثية ، فلا حاجة لتعميمها لبقية حياتك ، كل شيء قابل للتحول عندما نتخذ القرارات الصحيحة . راجعي اسلوب حياتك خلال السنة ، صداقاتك ، معتقداتك ، صحتك النفسية و الجسدية . و اكتشفي أي خطأ جعل مستواك الدراسي ينحدر و صححي المسار . و تذكري أن الدراسة تشكّل فترة محدودة في حياتنا ، لكنها تعكس الكثير عن شخصيتنا و قراراتنا التي سنتخذها في المستقبل . فالقضية ليست دراسة و تخرج فحسب . بل هي عملية مستمرة لصقل الشخصية من ناحية : الالتزام ، احترام الوقت ، الاجتهاد ، حس التعاون ، التنظيم ، الثقة ، المرونة ، الفخر ، التعلم من الأخطاء و غيره
هذا كل شيء . أرجو لك الفائدة
مواضيع ذات صلة :
حقوق الصورة
Image by Freepik