أهلا فبراير ،
في خط الزمن الذي أمضي فيه ، بدأت السنة_ عندي _ فعليا في شهر فبراير 🤨. بينما يناير كان أشبه بالأفعوانية ، فقد اختبرت الكثير من المشاعر المظلمة مثل الخوف ، التأنيب ، القلق ، الفراق .. الخ . و قد كتبت في دفتر مذكّراتي أن يناير لهذا العام هو من أكثر البدايات المتعبة بالنسبة لي . و من الغريب أني قرأت هذه التلميحة في أكثر من موضع في تويتر : ( بأن هناك شعور مختلف صاحب بداية السنة ) خصوصاً مع موجة الزلزال المُفاجئة وكأننا شعرنا بالهزة في أنفسنا مسبقاً . ثم دخل فبراير و تنفست آخيرا ، لا أفهم هذا التحوّل في الطاقة . مع ملاحظة أني سنوياً في شهر يناير أُصاب بنزلة برد و صداع عنيف ، لكن هذه المره ، تأخرت الأعراض حتى فبراير ، وهو ما أكد لي أن السنة بدأت للتو 🙄
عموماً ، هذه التدوينة عبارة عن يوميات مكتوبة بالحب 💕 . سأشارك معك أهم المحطات و الأفكار و التطبيقات المفيدة و المنقذة لهذا الشهر . فإن كنتي تستمتعين بقراءة اليوميات و الانتصارات الصغيرة ، هيا نبدأ :
آولا : تحدي 28 يوم من أجلك :
سنوياً أطرح في حسابي على الانستجرام تحدي شهري فيما يتعلق بأفعال الحب في فبراير . و أعترف أن الكثير من التحديات التي أنشرها لا أخوضها أصلا🙊 حيث أني أُرتّب لي تحديات خاصة تناسب حياتي و مرحلتي النفسية ، أنا فقط أحب أن أصممها لأجل أصدقائي المتابعين الذين يستمتعون بها و يحتاجون الى مرساة لطيفة للتركيز في يوم مشتت 💕
لكن هذه المره ، و من بعد تقلبات يناير ، كنت أحوج لهذا التمرين ، لذلك طبقته آخيرا 😂✋
ماهو التحدي ؟
تحدي 28 يوم من أجلك : ، عبارة عن أفعال صغيرة يومية نطبقها بتركيز مع نية حب . و معظم هذه أفعال بديهية و نفعلها يومياً مثل تناول الطعام أو الاستحمام ، لكن لو وضعنا نية مسبقة بالإستمتاع بها مع شعور الحب ، فحتما سيتغير شيء في أنفسنا و في ديناميكية اليوم .
صورة التحدي : شاهدها أوضح في حسابي على الانستجرام
نوهت على الانستغرام أن التحدي شخصي ، بمعنى لا يحتاج للمشاركة ، فأنت تفعله بنفسك ولنفسك ، بدون ترتيب . وهو قابل للتبديل و التغيير حسب أسلوب حياتك . بإمكانك البدء بتطبيق التحدي الأن أو في شهر مارس القادم . ماهو مؤكد أن هذه الأفعال ساهمت في اثراء شهر فبراير الخاص بي 💕
تطبيق التركيز forest :
من أهم الإكتشافات التي ساهمت في تحفيزي للإنجاز هذا الشهر هو تطبيق : forest أي الغابة .
فكرة التطبيق هي : أي وقت تقضيه في التركيز على شيء ما ، أنت تزرع شجرة افتراضية في غابتك ( الغابة موجودة في التطبيق ) . فعندما تقرر انجاز مهمة ما ، تحدد وقت على التطبيق لإنجازها . أو تضع مؤقت مفتوح لحين انتهاء المهمة . في اللحظة التي تبدأ فيها العمل ، ستبدأ شجرتك بالنمو ، حتى انتهاء المهمة . في نهاية اليوم بإمكانك استعراض كم مقدار الأشجار التي زرعتها وهي نفسها محصلة تركيزك لهذا اليوم . كذلك هناك احصائيات أسبوعية و شهرية و سنوية لتطور غابتك . كل شجرة تزرعها ستحصل على نقود بإمكانك شراء بها أشجار بأشكال اخرى .
لطيفة صح ؟ 💕😊
أصبحت أزرع شجرة لكل مهمة مملة😂 ، فعلى الأقل أشعر أن هناك جائزة صغيره في الخلفية . مع الوقت و تكرار استخدام التطبيق لاحظت أني أدخل في وضع التركيز بسرعة ، حتى بدون استخدام التطبيق . وهي النتيجة المرجوة اصلا في النهاية .
لتحميل التطبيق على الاندرويد ، من هنا :
https://play.google.com/store/apps/details?id=cc.forestapp
الشعور باليأس :
لم أكن أتصور أن اليأس هو شعور منقذ حقيقي و صادق . ففي اللحظة التي غمر السواد عقلي حيال أمر ما ، لدرجة قلت فيها : خلاص ✋، لقد أنتهى دوري حيال المشكلة و بقي أمر الله .
انفتحت بعدها أبواب مضيئة في قلبي و استطعت أن أنام بسلام تلك الليلة 💕
أنا أفهم أن الأمل جيّد ، لكن ليس دائما . لأنه يجعلك_ آحيانا _ متحفز و يقظ و بالتالي متوتر . بينما اليأس يعني أن تصل لخط النهاية و تعلن انتهاء السباق .
اليأس انقذني هذا الشهر أكثر من الأمل .
في فبراير ، التقيت بطبيب اسمه ( الزمن ) :
لماذا تبدو بعض المشكلات مصدر قلق شديد ؟ . إن جزء من الأسباب هو عدم السماح للزمن أن يقوم بدوره . فالأمر يشبه المريض الذي يتناول الدواء وبدلاً من أن يسترخي ليأخذ الدواء مفعوله . فإنه يٌدخل نفسه في دوامة من القلق و الترقب و مراقبة الأعراض الجانبية للدواء و التركيز على الألم … الخ
إن معظم التحديات تحتاج لعامل الزمن حتى تُحَل : مشاكل التربية ، اصلاح العلاقات ، نمو الأعمال ، النجاح الدراسي ، الشفاء ، علاج الصدمات ، تحقيق الأهداف … و غيرها .
لقد تعلمت إن مرور الزمن يقشع عنك الضبابية ، يوضح لك الصورة، يغرس لك الفكرة ، يصلح الخطأ ، يقرّب البعيد و يبعّد القريب👌 . لذلك من المهم أن تحترم الزمن كمعالج ، فلا تستعجل ثمار حرثك ، ولا تحاول السيطرة على كل شيء يواجهك . بل تترك ما بيدك في الوقت المناسب و تقول : انتهى دوري ، دع طبيب الزمن يقوم بدوره 💕
تجاوز الإدمان :
هل سألت نفسك ، ماهي ادماناتك خلال اليوم ؟
قد تبدو الكلمة مرعبة و كبيرة . لكنها تشير لنفس المعنى : التعلق بشيء ما ، و اعتباره و سيلة لتخدير المشاعر .
قد لا ينتبه البعض أن تناول السكر مع القهوة كل يوم هو مجرد تخدير لشعور ما ، و محاولة يائسة لإنقاذ اليوم . نعم ، في بعض الأحيان يكون الهدف الاسترخاء و الاستمتاع . لكن كيف تتصور يومك بدونها ؟ . لو شعرت بالفزع يعني أنك متعلق بها وهو مؤشر ادمان .
و قس عليها كل شيء آخر : انهمامك في مواضيع السوشال ميديا ،حاجتك لأشخاص محددين ، ترتيب معين للروتين ترفض أن يتغير ، شعور معين تجلبه لك مشاهدة نوع من الأفلام ، ادمان العمل و الانجاز ، ادمان التصوير و التوثيق ، ادمان التسوق .. الخ
و بالطبع ليس كلها تستلزم علاج أو استئصال ، لكن الوعي بما تتعلق به يخفف عنك الألم لو تم انتزاعه منك . كذلك يساعدك على فهم شخصيتك واحتياجاتك الحقيقية . بدل أن تخدّرها ببضعة سلوكيات خارج سيطرتك .
أفلام وكتب :
في شهر فبراير كنت على موعد مع كتابين وضعتهما طويلاً في قائمة ( كتب يجب أن أقرأها ) .
الكتاب الأول : رواية طوق الطهارة لـ محمد حسن علوان، قصة حب تقليدية . ما جعلني أستمتع بقراءتها قليلا هو أنها رافقتني في موسم الشتاء و إلا لم أكن سأتحمل هذا النوع من القصص الحب المملة في موسم الصيف الحارق 😏.
الكتاب الثاني : اسأل تعط لأستر هيكس . يعتبر من فئة كتب ( قانون الجذب ) . وهو ما سيصنفه البعض ضمن الكتب المحرمة أو كتب الخزعبلات . لا يهم ، قرأته😂✋ . و وجدت أن معظم المعلومات معروفة بالنسبة لي في نصفه الأول ، أما نصفه الثاني اشتمل على التطبيقات وهو ما جعلني استمتع بالكتاب أكثر .
أما بخصوص مشاهدات الشهر ، فقد شاهدت فيلم و سلسلة وثائقية ، و برنامج واقع و آخيرا مسلسل عربي .
الفيلم هو : the prisoner
تصنيف الفيلم : جريمة – دراما – غموض
أقيمة 5 من 5 ، الأدوار مركبة بشكل الصحيح ، و الفيلم يمتد لساعتين هادئتين ( شاهدته على يومين ) و الأهم من كل هذا أنه نظيف جدا ( لا يوجد مشاهد مخلة )
أما السلسلة الوثائقية ، اسمها The Anarchists بمعنى ( اللاسلطوية / بدون سلطة ) من ست حلقات . تسلط الضوء على مجتمع قرر بناء مدينة فاضلة خارج سلطة أي حكومة بما فيها الشرطة و البنوك ، في مدينة أكابولكو في المكسيك . و النتيجة كانت كارثية نوعا ما . لا أقول إن الوثائقي مبهر ، لكنه يحوي فكرة تستحق الاطلاع عليها
المسلسل العربي : دهب بنت الأوتيل ، على منصة شاهد . لازالت حلقاته تنزل أسبوعيا أثناء كتابة هذه التدوينة .
بودكاست مميز :
استمعت لبث بعنوان : طاقة الشهرة ، لـ سمية الناصر على اليوتيوب . و في رأيي ، هذا أول محتوى عربي يتكلم عن الشهرة من منطلق أنها هدف و نية مقبول السعي اليها و البحث عنها بطرق مشروعة . ناقشت ايضا السلبيات و الايجابيات لهذا الخيار .
لو مهتم استمع لها عبر الرابط :
هذا كل شيء لشهر فبراير . آمل أن التدوينة أضافت ليومك فكرة سعيدة .
شكرا للقراءة
تابعني على منصات التواصل الاجتماعي :