تنظيم الوقت و الخلطة السحرية لليوم المتوازن .

كيف هو يومك المثالي ؟

ومتى آخر مرة أويت فيها الى فراشك مساءاً و أنت راضٍ عن سيرورة يومك ؟

إن طرح موضوع عن ( تنظيم الوقت ) هو أمر شائك جدا . و السبب أن الوقت مثل البصمة الشخصية ، لا يمكن أن تتشابه بين اثنين حتى ولو كانا يعيشان في نفس البيت .

و لذا، كان لا بد من ايجاد أرضية مشتركة يستطيع معظمنا أن يتفق عليها ، و منها يمكن ترتيب مقالة قد تكون مفيدة في ادارة وقتك الخاص.

ومن منطلق هذه المقدمة الخجولة ، أنوه أنك لن تجد في هذه المقالة أي أفكار تخص الروتين الصباحي المفضّل أو أهم أعمال ما قبل النوم ، كذلك لن يكون هناك جدول مقسّم بالمهام موزعة على ساعات اليوم . أنا فقط سأقدّم لك الخلطة الصحيحة في ادارة الوقت و أنت ستتولى موضوع الطبخة .. اتفقنا ؟

ملاحظة : هذا الموضوع هو خلاصة تجربة شخصية في مسألة تنظيم الوقت ، و ليست منقولة من كتاب أو مدّرب خاص . لذا إن وجدتها نافعة خذ بها ، أو ناقشني بفكرتك المضادة لأستنير منك 💕.

لماذا نهتم بتنظيم الوقت اصلا ؟

الإجابة بإختصار جدا

  1. تحقيق الأهداف والذي يتضمن ادارة الوقت اللازم لإنجازها
  2. التوقع المسبق لأحداث اليوم يعني أمان أكثر و قلق أقل
  3. الإنتاجية و التوازن و المتعة

تذكّر أن وقتك الفعلي خلال اليوم هو من 8 الى 6 ساعات تقريباً . أما الباقي فهو يخضع للنوم و الأكل و العمل و المسؤوليات الأخرى . فماذا أنت فاعل بهذه الساعات ؟ و كيف يمكن أن تنمو و تزدهر حياتك في هذا الزمن المحدود ؟

للإستزادة في مواضيع التخطيط و بناء الروتين شاهد المقالات :

و الأن ، لنبدأ بفهم معادلة اليوم المتوازن وهي تتضمن بالترتيب :

1 الأساسيات + 2 المسؤوليات + 3 وقتك الخاص + 4 هامش العفوية = يوم متوزان

*و الترتيب هنا لا يعني بالضرورة أن تنجز شيء قبل شيء ، بل يعني أنه من الأفضل أن تضبط الأساسيات في يومك اولا ثم التزامك بالمسؤوليات ثانيا ثم البقية تأتي ..

آولا : الأساسيات

أو أحجار أساس اليوم و محطات التوقف

وسميتها محطة لأنها تزودك بالطاقة لإستمرار اليوم ، و سميتها أحجار لأنها فعلا تعيق سلاسة يومك إن لم تتوقف عندها . إن تجاهل أحجار الأساس يجعل يومك متراكم حد الإرهاق .

إن معظم الناس يشتركون في نوعية هذه الأحجار . ولو كنّا سنعدد أهمها فهي ستكون :

  • وقت النوم ( حجر أساسي )
  • وقت الأكل
  • مواقيت الصلاة
  • الوقت الذي تقضيه في عملك أو المدرسة و الأمر يشمل المشاريع الشخصية من المنزل

هذه المواقيت ستكون أساسية خلال يومك و يجب ان تحترمها و تعطيها حقها قبل أن تتحرك بينها . و سيضيف البعض مواقيت أخرى ثانوية حسب أولوياتهم في الحياة و قيمهم الأساسية : مثل وقت الرياضة ، وقت الأولاد .. الخ . لكن الفرق أننا نستطيع التلاعب بالأحجار الثانوية في توقيت انجازها سواء حركناها للأمام أو أخرناها للخلف .

ليس سراً أن أخبرك : أنك لا يمكن أن تضبط سريان حياتك اذا لم تتعامل بجديه من أحجارك الأساسية . و تثبّتها خلال يومك و تكررها لأسبابيع و أشهر و حتى سنوات. فيكون الحياد عنها طارئ_ في الاجازات و المناسبات مثلا _ و الإلتزام بها هو الغالب .

إن ضبط أحجارك الأساسية سيجعلك على دراية بالفترات التي تفصل بينها . و الفترات هي السر الذي يقوم عليه اليوم المتوزان إن هدفك هو تخطيط وقتك بين هذه الفترات

ثانيا : المسؤوليات و الإلتزامات :

إن الوقت ليس هبة خالصة لك تماما ، فهناك مسؤوليات تشمل أشخاص و أشياء و أفعال يجب أن تُعطى حقها في يومك ، و ذلك قبل أن ننتقل للتخطيط لوقتك الخاص .

و المسؤولية هي ما يندرج ضمن الواجب الديني أو الاجتماعي ، و الذي قد يتضرر فيه أفراد أو علاقات أو أعمال لو تركتها مثل : وقت رعاية الأولاد ، وقت لشريك الحياة ، وقت النظافة الشخصية ، وقت العناية بالمنزل ، وقت المذاكرة ، وقت للوالدين لو كانا بحاجة لتفقد أحوالهم يوميا ، اطعام القطة و سقي النبته … الخ

و معظم هذه المسؤوليات تكون معجونة في روتين اليوم ، و يفترض في الوضع الطبيعي أن تأخذ منك وقت معقول بحيث تستطيع أن تنجز منها الحد الأدنى و تتوقف عندما تتعب و تفوّض أشخاص آخرين آحيانا للقيام بها ، الا في استثناءات معينة مثل ( الأمهات حديثي الولادة أو مرافقي المرضى و غيرها ) .

هذه المسؤوليات ستوزعها بعدالة في يومك بعد أن تكون ضبطت الاساسيات . ثم تنتقل للخطوة التالية ..

silver and black digital alarm clock on table
Photo by Burst on Pexels.com

ثالثا : وقتك الخاص :

وهنا قد يحتار المرء من أين يبدأ ؟😥 . فالكل يريد حصة من وقتك الثمين : صحتك تريد ، و علاقاتك ، و متعك الشخصية ، وهواياتك . وحتى فترات جلوسك على الهاتف لمتابعة حدث على السوشال ميديا قد تسرق منك ساعتين ( بالراحة 😏✋ ).

و المخرج من كل هذه المعضلة هو أن تكون على دراية بقيمك الأساسية في الحياة ، تلك الأشياء التي تحبها و تزدهر روحك بجوارها .بمعنى : ما الذي تهتم له أكثر ؟ ماهو الشيء الذي يُشبعك نفسيا و يرفع طاقتك و يجعلك تصل لنهاية يومك و أنت راضي . مثل قيمة الصحة ، التواصل ، العائلة ، المتعة ، الاستقرار ، التعلم ، الإنجاز .. الخ

لاحظ أنك لن تتحرك بالضرورة على أساس كل القيم ، لكن على الأقل سيكون لديك قيمتين أو أكثر مفعلتين خلال اليوم ، و ذلك حسب مقتضيات الحياة و قد يحدث أن تكون بعض القيم مدموجة مع بعضها في فعل واحد ، مثل قيمة التعلم و المتعة ، أو قيمة الصحة و الجمال . و يمكن التبديل بين هذه القيم شهريا أو ربع سنويا .

بالمناسبة آحيانا يكون الشيء الذي يشبعك هو أمر واحد فقط ـ مثل أن تمارس الرياضة لساعتين في النادي ، تغذي فيهما جانبك الصحي و الترفيهي و الاجتماعي ، ثم تعود للمنزل تسترخي على الكنبة حتى وقت النوم .

في هذه الخطوة : خذ وقتك في تحديد جودة وقتك الخاص

و لوكنت تحتاج الى معرفة مصفوفة قيمك الأساسية في الحياة و التي لأجلها تتخذ قراراتك و تتحرك في الحياة ، شاهد هذا الفيديو للدكتورة سميه الناصر ، أو بإمكانك البحث عن غيرها في قوقل :

رابعا : هامش العفوية و الفراغات في جدول اليوم :

وهي المناطق التي نسمح فيها للأشياء أن تحدث و للمواعيد أن تتحرك . و حتى أحجارنا الأساسية تتنفس أكثر في ظل هذه الفراغات . لا يوجد يوم مثالي 100% و من الجنون استخدام كل دقيقة في يومنا على أكمل وجه . دائما أفسح المجال لوقت بلا خطة . فمثلاً ، أنا لا أضع أي بند في جدولي بعد الساعة التاسعة أو العاشرة .، و يجدر بكل المهام أن تكون عائمة في هذا الوقت بحيث اختار منها ما أشاء و غالبا ما اركن للراحة أو ممارسة الأعمال الممتعة . و يمكن تطبيق ذلك على فترة الظهيرة أو المغرب .

التجميع النهائي لكل أفكار التدوينة :

تحتاج الى نظرة فاحصة ليومك ، و كيف هو توزيع أعمالك و مسؤولياتك و متعك خلال اليوم . هل النوم مثلاً حجر أساسي تأخذه بجدية أم هو يخضع لحركة الظروف ؟ . هل يومك مركّز على متعك الشخصية قبل مسؤولياتك و التزاماتك ؟ …

وزّع أعمالك بطريقة واقعية على ساعات يومك ، بدءاً من الاستيقاظ و حتى ساعة النوم . كن على وعي بالفترات بين محطات يومك الأساسية ، وتعلم كيف تدرج مهمة أو مسؤولية بينهما ، ثم استمتع بالفراغات المتبقية لبناء عادة أو تعزيز متعة أو ربما تركها فارغة .

هذا كل شيء ،

هل فهمت شيء ؟😂هل ترى العملية واقعية ؟ أم صعبة التطبيق ؟

تعلم أكثر عن التخطيط و التنظيم من خلال المقالات :

شاهد ملفاتنا الرقمية في التنظيم و التخطيط ، المجانية و المدفوعة :

نحن موجودون هنا آيضا

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: