
هل حدث أن راجعت قائمة مهامك في المساء ، ثم اكتشفت أنك لم تنجز شيئاً مهما ًعلى الرغم من احساسك بالتعب و الإنهاك بسبب أعمال اليوم ؟
إن الشعور بعدم الإنجاز من المشاعر السلبية التي تضرب في تقديرك لذاتك ، و تلقي عليك بسحابة من الإحباط و اليأس ولوم الذات . و في الواقع ، الكثير منّا يمر بهذه الحالة من وقت لآخر ، لكن لو كانت هذه سمة تغلب على أيامك ، سيكون عليك تتبع الأسباب المؤدية لهذا الشعور ، و من ثم تجنبها للوصول لمزاج طيّب و راضي في نهاية يومك .

تذكر أننا لا ندعوك هنا للسعي نحو خلق ( يوم مثالي ) ، لأنه ضرب من الخيال . لكن الهدف أن تعيد رسم شعور ( الإنجاز اليومي ) بالنسبة لك ، ثم تحرّك بوصلة يومك نحو تحقيق هذا الشعور .
و الأن ، لنجيب على سؤال المقالة :
لماذا تشعر بعدم الإنجاز برغم أنك عملت طوال اليوم ؟
السبب الأول : لا يوجد لديك قائمة مهام أصلاً :
وهو ما يجعل حركتك خلال اليوم عشوائية ، مبهمة الأهداف و مختلطة الأولويات ، فلا تعرف إن كانت أعمال اليوم هي أهداف يجب تحقيقها اليوم أو ربما تأجيلها ليوم آخر أو توزيعها على فترات زمنية أكثر . وما مدى كون هذه الأعمال تصب في صالح هدف معين أم لأ . وهذا ما يجعلك تصل الى نهاية اليوم و أنت منهك من الأعمال العشوائية الغير واضحة المعنى و بالتالي عدم الشعور بالإنجاز .
لو كنت بحاجة للمساعدة في كتابة قائمة مهامك اليومية شاهد الموضوع :
السبب الثاني : أنت تخلط بين الأولويات و الأمور الثانوية :
حتى ولو كانت لديك قائمة مهام ، لكي تشعر بالإنجاز تحتاج أن يكون لديك تصوّر واضح عن العمل المهم و العمل الأكثر أهمية و تلك الأمور الصغيرة الغير مهمة . فمثلاً في يوم طبيعي يكون تنظيف غرف المنزل الأساسية مثل ( غرفة المعيشة و المطبخ ) أكثر أهمية من التركيز على تنظيف خزانة الملابس ( إلا في حالة أنك جعلتها مهمة أساسية لهذا اليوم ) . كما أن الإستعداد لإمتحانك القادم أكثر أهمية من التسوق لمناسبة عائلية تلوح في الأفق . لذلك يشعر البعض بالتعب نهاية اليوم لأنهم قضوا وقت كبير في انجاز شيء ثانوي بينما بقيت المهمة الأساسية تستنزف تفكيرهم في خلفية المشهد .
لو كنت بحاجة للمساعدة في فهم أولويات اليوم ، اقرأ عن اليوم المتوازن هنا :
السبب الثالث : أنت لا تعرف معنى ( الإنجاز) بالنسبة لك ، وتنجز للآخرين :
ماذا يعني الإنجاز بالنسبة لك ؟ هل هو قضاء وقت أطول مع الأولاد ؟ أم قضاء وقت أكثر جودة معهم ولو لزمن قليل ؟
هل هو يعني ممارسة الرياضة لساعتين في اليوم ؟ أو فقط ساعة واحدة ، لتستثمر في وقتك الباقي في هواية محببة ؟
هل هو في تلبية دعوة عائلية ؟ أم الجلوس و الاسترخاء لإستكمال برنامجك التلفزيوني ؟
إن الأمر يشبه البصمة الشخصية ، حيث لكل فرد نوع من الإشباعات التي تحقق له الشعور بالإنجاز . لكن يحدث أن يخلط الناس بين اشباعاتهم وبين ماهو متوقع منهم ، أو ربما يبدأون في تقليد الآخرين بهدف الشعور بالإنجاز .
لكن عندما لا تقوم بما يمثل شخصيتك ( أنت ) ستكون في النهاية متعب و محبط و تشعر أنك لم تشبع ( مفهوم الإنجاز ) الذي يخصك أنت وحدك .

السبب الرابع : أنت غير واقعي و غير محدد :
حتى لو ركزت على مفهومك الخاص بالإنجاز و الأشياء التي تحب عملها ، يجب أن تكون لديك بعض الحدود لما يمكن عمله في اليوم الواحد . فلا يعقل أن تريد إنهاء أعمالك الوظيفية ثم تقوم بدورك العائلي و تقرر بصرامة أن لا تتناول الا وجبات صحية محضرة منزليا و تمارس رياضتك لساعتين ، ثم تصر على قراءة كتاب و مشاهدة فيلم كنوع من الإسترخاء . ثم تقوم بدورك في السوشال ميديا كصانع محتوى ثم لا تتوانى عن تلبية دعوة صديق على وجبة عشاء و …….
لا عجب أنك منهك في نهاية اليوم ولست سعيد برغم كل هذه الإنجازات
إن الواقعية و فهم حدود طاقتك ، و تحديد عدد محدد من الأعمال في اليوم ، هو ما يترك مساحة معينة لإستقبال الشعور الطيّب القادم من الإنجاز.
السبب الخامس : لديك مشكلة في اشباع القيم الأساسية لديك :
عندما قلنا في البند السابق أن ( مفهوم الإنجاز ) مثل البصمة الشخصية ، فالسبب أن القيم تختلف من شخص لآخر ، فهناك من يشعر أنه أنجز أكثر عندما استثمر وقته في قيمة ( العطاء ) و البعض الآخر في قيمة ( العائلة ) ، أو قيمة ( العلم ) أو ( العمل ) أو ( المتعة ) أو ( المال ) ….. الخ
لكن عندما يكون جلّ وقتك خلال اليوم مصوّب نحو قيمة ليست أساسية أو عليا بالنسبة لك مثل ( الانشغال في تعلم شيء لوقت طويل بدل الاستمتاع بهواية ) ، ستشعر أن اليوم مضى بلا فائدة أو كما يقال ( ضايع ) . و نستثني من هذا المهام العاجلة أو التي تم وضعها كهدف أساسي في قائمة اليوم .
لذلك راقب نفسك أثناء يومك ، هل تتحرك ضمن قيمك العليا أم لأ ؟

السبب السادس : أنت تنسى تتبع انجازاتك خلال اليوم :
قد تكون انسان منجز فعلا ، و تستحق ميدالية ذهبية في نهاية سباق اليوم ، لكن للأسف أنت لا ترى ذلك . لأنك لا تقف لحظة خلال اليوم لتقول لنفسك : شكراً ، لتنتبه للجهد الذي بذلته خلال اليوم ، لتعي للحالة التي جعلتك تلغي مهمة لأنك كنت تعمل على شيء أهم منه . لذلك أوصي دائما بإستخدام دفاتر المنظمات الـ planner ، لأنها تتيح لك تتبع سير يومك و مراقبة عاداتك و انجازاتك اليومية و التي تكون مكتوبة بوضوح على الورق بعيداً عن خيالات عقلك المثالي و الناقد .
السبب السابع و الأخير : هناك معاناة خفية في الخلفية :
مثل الإكتئاب و القلق و التأنيب الشديد . ، قد يحولون يومك الى لوحة باهتة مهما كنت تعمل طوال اليوم . الأمر يشبه وجود غمامة سوداء في عقلك أو جلاد يدفعك دفعاً نحو العمل دون أن تتوقف لحظة لتستمتع بإنجازك و تتمدد على سريرك شاكرا راضيا نهاية اليوم .
لا تدع أي معاناة خفية تفسد عليك حياتك ، واجه مزاجك الأسود ، و اسعى لعلاجه . و كن ممتناً لنفسك نهاية كل يوم .
هذا كل شيء ، هل أقنعتك القائمة ؟
شارك رأيك و لاتنسى متابعة حساباتنا في السوشال ميديا :






اترك رد